محمود الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 08:34
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من هو الله؟
هل هو الآب؟
هل هو الابن؟
هل هو الروح القدس؟
المسيحيون يجيبون دائما بأن الله واحد في أولئك الثلاثة ،، ولكن ذلك لم يجد أبداً لدى الكثيرين أي قبول أو قناعة، كيف يكون لله ولد ؟ وكيف يكون الله هو ذلك الولد ؟ لماذا يحتاج الله إلى ولد ليثبت إلوهيته؟
ولماذا حدث هذا الأنشطار .
إن كان المسيح نبياً فبالنهاية هو بشر مثلنا وإن كان على درجة أعلى من القدسية وهو بالنهاية رسول الله الذي ابلغ رسالته ، كما هي الحال مع باقي الأنبياء ، وإن كان إلها ، فكيف لي أن اعبد إلهين وأشرك بالله؟
احيانا يختلف الأبن مع أبيه .. وكل الديانات متعددة الألهة تخبرنا عن مشاكل وصراعات بين الألهة . فهل عندنا هنا مشاكل بين الأبن وأبيه أم هما واحد؟ . وان كانا واحد فكيف يكونان أب وأبنه.؟
وما حال الأنبياء السابقين وألأمم التي تبعتهم هل أنهم لم يكونوا يعرفون الله بالشكل المثلث الحقيقي ولم يعبدوه حق عبادته لأن المسيح المخلص لم يولد بعد . وكيف كان تصرف الله في خطاياهم التي لم يحملها بعد ولده الوحيد المسيح , أم أنه حملها بعد ذلك بعد أن بقيت معلقة لقرون تنتظر. وهل حمل ذنوب فرعون وغيره من الطغاة وخلّصهم منها . ولماذا لم يخلف الله ولدا اخر أو بنتا . وان اكتفى بواحد فكيف يكون شكله أن كان بنتا؟
لم ترق الكثير من المفاهيم المسيحيه لتفكيري، ولم أتقبلها كما هي ، ساورتني شكوك في كون الكتاب المقدس المتداول هو الكلمة الإلهية ، ولكني مع ذلك وجدت فيه كثيراً من الإشارات إلى أن المسيح ما هو إلا نـبي كريم أرسله الله برسالة لتكمل ما جاء من قبله أما اشارات الألوهية فقد أقحمت اقحاما , ولنرى اشارات النبوة وعدم الألوهية التي يؤمن بها المسيحيين ولا يستطيعون انكارها أو تكذيبها ..
1- متى 11:18 فاَبنُ الإنسانِ جاءَ ليُخـلَّصَ الهالِكينَ
أي انني ابن ألأنسان ولست ابن الله حيث ان الأنتساب الى الله مفخرة وامتياز ولو كان المسيح ينتسب لله حقيقة لما قال ابن الأنسان وخلط ألأمور على اتباعه .
2- يوحنا 19:12 لأنِّي ما تكَلَّمْتُ بشيءٍ مِنْ عِندي، بَلِ ألآب الذي أرسَلني أَوصاني بِما أقولُ وأتكَلَّمُ.
معناها انني رسول فقط لذلك أوصاني , لأن الله لايحتاج توصية من غيره
3- متى 5: 17لا تَظُنّوا أنّي جِئتُ لأُبطِلَ الشَّريعَةَ وتَعاليمَ الأنبياءِ: ما جِئتُ لأُبطِلَ، بل لأُكمَّلَ
أي لأكمل رسالة من سبقني من الرسل والأنبياء أقراني وأخوتي
4- مرقس 18:10 فقالَ لَه يَسوعُ: «لماذا تَدعوني صالِحًا؟ لا صالِـحَ إلاَّ الله وحدَه
أي انني غير صالح تماما كما هو الله فنهرهم عن دعوته بالصالح لأنه ليس الها
5- مرقس 37:9 مَنْ قَبِلَ واحدًا مِنْ هؤُلاءِ الأطفالِ باَسمي يكونُ قَبِلَني، ومَنْ قَبِلَني لا يكونُ قَبِلَني أنا، بَلِ الذي أرسَلَني«.
لاحظ ألذي أرسلني ولم يقل ولدني أو أبي الذي ارسلني فهو مرسل ليس الّا
6- يوحنا 3:17 الحياةُ الأبديَّةُ هيَ أنْ يَعرِفوكَ أنتَ الإلهَ الحَقَ وحدَكَ ويَعرِفوا يَسوعَ المَسيحَ الذي أرْسَلْتَهُ.
هنا لاحاجة للشرح فالتبليغ واضح وضوح الشمس على وحدانية الله .
ومن أمثال ذلك الكثير، فلم يدّع المسيح بأنه إلها وقد أشار إلى نفسه بأنه ابن الإنسان، بل جاء في الكتاب إنه استغاث بالله من على الصليب قائلاً: الهي الهي لماذا تركتني؟ فكيف يستغيث الأله القادر الذي يدعوه الناس لمساعدتهم واغاثتهم وهو لايستطيع اغاثة نفسه.
فمن أين جاءت فكرة الثالوث، ومن أن المسيح هو الله !؟!أو هو ابن الله!؟!
لماذا يحتاج الله أن يتجسد في صفة الإنسان لينزل على الأرض بصور ابنه؟ ولماذا يحتاج ليقتل ابنه ليمحو عن البشر خطاياهم؟؟ ما الهدف من حـياتنا ولماذا نحتاج لعبادة الله وطاعته لمجرد انه أرسل ابنه ليخلصنا لنحيا بلا خطيئة؟؟ وأين العدالة الإلهية في تحميل أي كان أخطاء الآخرين؟
يقول المسيحيون ان المسيح بعد أن مات قام من بين الأموات وهذا مالا يقدر عليه إلا الله حسب رأي المسيحيين. .
ولكن من قبله النبي إيليا لم يمت ايضا بل حمل إلى السماء على عربة من نور حسب ما جاء في العهد القديم!!
وإن كان المسيح قد مات مصلوباً، إذن فإن الله قد مات؟؟؟ كيف يكون ذلك؟؟؟ كيف يموت الله ؟ . اذا كان قد مات حقيقة فهو بشر يموت وان كان قد قام فأن الله القادر قد أقامه من الموت . حيث ان الميت يتحول الى جماد ليست له قدرة على اقامة نفسه وانما يتطلب قوة خارجية تفعل به ماتريد هي وليس هو الذي فقد الحياة.
كانت دائماً تكون الإجابات ممن سألتهم لإثبات إلوهية المسيح هو أنه صنع المعجزات, أحيى الموتى وشفى المرضى وغيرها , ولكننا متفقين انها أعمال اعجازية وقد حباه الله بها لأثبات نبوته .
لقد صنع قبله غيره المعجزات أيضاً !! ألم يشق موسى البحر بعصاه , فهل يستطيع اليهود اليوم الأدعاء بأن موسى هو الله. اذن المعجزات ليست دليل الألوهية وانما هي من علامات النبوة.
أن فكرة الفداء والثالوث قد أدخلت الى الديانة المسيحية عند بداية الدعوة في عهد القسطنطينية ، حيث طبعت الكتب المقدسة بصورتها الحالية ، من أجل إغراء الناس للدخول في الدين الجديد لتسـهيل عملية نشره في بلاد لم تكن فيه الأديان الموحدة معروفة، وكانت فكرة الثالوث أقرب إلى الناس الذين كانوا مشركين في ذلك الوقت وكذلك كانت فكرة الغفران من الخطايا والخلاص منها أيضا فيها إغـراء للناس الذين كانوا يحيون بدون أي قيد من أجل إدخالهم في الدين الجديد.
النقطة الأخرى، هل الكتاب المسمى المقدس الحالي هو كلام الله؟؟؟؟
نظراً لوجود نسخ مختلفة وغير متطابقة من الكتاب , كما ان هذا الكتاب يظهر بعض الأنبياء بطريقة غير لائقة بالأنبياء أمثال أفعال داود مع اوريا الحثي وزوجته و لوط وابنته وغيرهما من الأحداث والأمور التي لامجال لذكرها فقناعتي راسخة بأنه كتاب موضوع ممن عاصروا المسيح من رسله وحرفه الكهنة بعدهم . القراءة بأسـلوب الباحث وليس بأسلوب المتلقن تكشف لك الكثير الكثير من المفارقات الواضحة
#محمود_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟